معلومات عن الارقام

لقد برع العرب في العلوم الرياضية و أجادوا فيها ، و أضافوا إليها إضافات هامة أثارت الإعجاب و الدهشة لدى علماء الغرب ، فاعترفوا بفضل العرب و أثرهم الكبير في تقدم العلم و العمران .


لقد اطلع العرب على حساب الهنود فأخذوا عنه نظام الترقيم ، إذ أنهم رأوا أنه أفضل من النظام الشائع بينهم و هو نظام الترقيم على حساب

الجمل ، و كان لدى الهنود أشكال عديدة للأرقام ، هذب العرب بعضها

و كونوا من ذلك سلسلتين ، عرفت إحداهما بالأرقام الهندية و هي

التي تستعملها هذه البلاد و أكثر الأقطار العربية و الإسلامية و هي ( 1
 ، 2، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ) ، و عرفت الثانية بالأرقام

الغبارية ، و قد انتشر استعمالها في بلاد الغرب و الأندلس ، و عن

طريق الأندلس دخلت هذه الأرقام إلى أوروبا و عرفت باسم الأرقام

العربية (
Arabic Number ) و هي :

( 1,2,3,4,5,6,7,8,9 ) ،

و ليس المهم هنا تهذيب العرب للأرقام و توفيقهم في اختيار هاتين

السلسلتين أو إدخالهما إلى أوروبا ، بل المهم هو إيجاد طريقة جديدة

لها و هي طريقة الإحصاء العشري
، و استعمال الصفر لنفس الغاية التي نستعملها الآن .


و كان الهنود يستعملون ( سونيا ) أو الفراغ لتدل على معنى الصفر ،

ثم انتقلت هذه اللفظة الهندية إلى العربية باسم ( الصفر ) ، و من هنا

أخذها الإفرنج و استعملوها في لغاتهم ، فكان من ذلك
(Cipher ) و (Chiffre)
 
و من الصفر أتت الكلمة (Zephyr ) و (Cipher ) ثم تقلصت عن طريق الاختصار فأصبحت (Zero )

و من المعروف أن للأرقام الرومانية أشكال عديدة بحيث يصعب

تعلمها بسهولة ، و لما جاء العرب شعروا بصعوبتها فنقبوا في

الأرقام الهندية فوجدوا أن فكرتها أفضل بكثير من السابقة فأخذوا عن

الهنود أرقامهم بعد أن طوروها وشذبوها لتكون أكثر فعالية ، و لهذه الأرقام العديد من المزايا منها :

أنها تقتصر على عشرة أشكال بما فيها الصفر ، و من هذه الأشكال

يمكن تركيب أي عدد مهما كان كبيرا بينما الأرقام الرومانية تحتاج

إلى أشكال عديدة و تشتمل على أشكال جديدة للدلالة على بعض الأعداد .

و من مزاياها أيضا - أي الأرقام العربية أو الهندية - أنها تقوم على

النظام العشري ، و على أساس القيم الوضعية بحيث يكون للرقم

قيمتان : قيمة في نفسه ، كقيمة الأربعة في العدد 4 ، و قيمة بالنسبة

إلى المنزلة التي يقع فيها ، كقيمة الثلاثة في العدد 234 و هي ثلاثين .

و لعل من أهم مزايا هذا النظام هو إدخال الصفر في الترقيم و

استعماله في المنازل الخالية من الأرقام ، و لسنا بحاجة إلى أنه لولا

الصفر و استعماله لما فاقت الأرقام العربية و الهندية غيرها من

الأرقام ، و لما كانت لها أية ميزة ، بل لما فضلتها الأمم على الأنظمة الأخرى المستعملة في الترقيم .

و للصفر فوائد أخرى ، فلولاه لما استطعنا أن نحل كثيرا من

المعادلات الرياضية من مختلف الدرجات بالسهولة التي نحلها بها

الآن ، و لما تقدمت فروع الرياضيات تقدمها المشهود ، و كذلك لم تتقدم المدنية هذا التقدم العجيب .

و من الغريب أن الأوربيين لم يتمكنوا من استعمال هذه الأرقام إلا بعد

انقضاء قرون عديدة من اطلاعهم عليها ، أي أنه لم يعم استعمالها في أوروبا و العالم إلا في أواخر القرن السادس عشر

 


آخر تحديث
10/16/2010 10:47:05 PM